قال البروفیسور حمید رضا آیت‌اللهي في اجتماع الفضاء الافتراضي والدیانة حیث تم عقده یوم الاثنین 7 صفر في کلیة الدراسات العالمیة بجامعة طهران: إن الأثر الأکبر للفضاء الافتراضي سیادة ظاهرة التفکیر السطحي علی عقول المستخدمین؛ وفي إشارة إلی تاریخ البشر المنصرم قال: یقول فوکو: إن تطور البشر الآتي سینتهي بنظرتین: الإسلام وما بعد الحداثة. فعلینا أن ننظر إلی مقولة الدیانة کإنتاج للإسلام والفضاء الافتراضي بعنوان حلمیات ما بعد الحداثة.

واعتبر دکتر آیت‌اللهي الإمبريالية الثقافية وتدهور القيم الإنسانية والنسبویة في التفکیر والمراقبة غیر المرغوبة فیها وفرض الإنسیة من أمراض العولمة - کالإنجاز الأعظم لما بعد الحداثة- للدیانة. واعتبر الفضاء الافتراضي عاملا مهما جدا في تثبیت الشخصیة الفردیة قائلا: في الماضي رأینا أن کل شخص تثبت هویته في المجتمع الذي کان یعیش فیه ولکن الیوم أن الأشخاص یظهرون بمظهر فردي ولکل واحد منهم هویة فعالة لهذا ینبغي أن یکون دراساتنا الدینیة مبنیة علی علم النفس الفردي.

وسرد هذا الأستاذ المتقاعد بجامعة العلامة طباطبائي خمسة مؤشرات للدیانة حیث یمکن دراسة تأثیر الفضاء الافتراضي علیها وهی:

• الاعتقاد الدیني في الفرد.

• الحالات والعواطف الفردیة.

• العمل بالشعائر الدینیة.

• الأخلاقیة.

• النظرة الاجتماعیة السیاسیة.

وتابع: أن الفضاء الافتراضي یضیع فرص ستر العیوب والندامة عن الإنسان وأن مکوناتها عبارة عن: الفردیة والخلود والتشرد وإزالة الجسد المادي وعدم النسیان وتزجیج العالم(إزالة الأسرار).

وتطرق بروفیسور آیت‌اللهی بمقارنة تأثر أي من مکونات الدیانة من الفضاء الافتراضي قائلا: الفضاء الافتراضي یؤدي إلی التفکیر السطحي ویصنع من الفرد بحرا عمقه خمسة سانتی‌مترات؛ إن الشکلیة من آثار الفضاء الافتراضي الأخری وکل هذه العوائق قد تحول دون التعمق في العلوم في‌ حین أن المعتقدات الدینیة کالإیمان بالله والیوم الآخر تفتقر إلی التعمق والرؤیة المستقبلیة وطبعا هذا لا یحصل في الفضاء الافتراضي.

وصرح آیت‌اللهي یجب أن نرکز کلنا بتنشیط الناس من أجل الحفاظ علی الدین أمام هذه الآفات؛ فمن الصعب أن نقول إن التقنیة کأي أداة أخری لا تتمتع بالاستقلالیة وهي مرهونة بإرادتنا ولا یجلب ثقافتها ونمطها الخاص؛ هذا الاعتقاد خطیر جدا ولکن الأخطر من هذا النظریة التآمریة بالنسبة للغرب القول بأن هذه الأدوات تم تصنیعها علی حساب الإسلام.

وفي الختام قال هذا الأستاذ الجامعي المتقاعد: باختصار شدید یمکن القول إن في الفضاء الافتراضي لا تتوفر کثیر من الفرص التي نتمتع منها في الفضاء الواقعي وهذا الاستقطاب قد تؤدي إلی صراعات شخصیة؛ تجربة حاصلة من الدیانة الافتراضية وتجربة من الدیانة الحقیقیة.